الاستنساخ بين الدين والعلم..وجدل حول استنساخ الأعضاء
05 حزيران 2005
عمان نت - محمد شما
لا يزال الاستنساخ يأخذ جدلا واسعا بين العلماء ورجال الدين وأصحاب القرار في العالم. ففي الوقت الذي تحرم فيه الأديان الاستنساخ، يذهب الدين اليهودي إلى تحليله، ويتعدى الجدل داخل الأوساط الطبية حول مشروعية استنساخ الأعضاء البشرية إلى المؤسسات الدولية وصناع القرار.
هل فعلا بدأ العالم يطبق المثل العربي القائل "إذا سهم انطلق لا يمكن أن يعود إلى مكانه"، ضاربين العلماء كل الآراء الدينية الرافضة أو الداعية للنقاش حول الاستنساخ عرض الحائط.
لا تناقض بين الدين والعلم
يقول رئيس المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوارثة، الدكتور كامل العجلوني أن "لا تناقض بين المنجزات العلمية والنص القرآني، لأن الدين هو دعوة للتأمل ولا يحرّم قيام نظرية علمية تهدي إلى كشف سر من أسرار الحياة".
وحول مفهوم الاستنساخ، يشرح العجلوني "إن المستنسخ ليس نسخة مطابقة للمستنسخ منه حيث أن المادة الوراثية التي أصلها من النواة متطابقة بين المستنسخ والمستنسخ منه إلا أن المادة الوراثية التي أصلها من الهيولي تأتي من البويضة المفرغة من النواة، أي من البويضة الحاضنة. وما ينطبق على التوائم المتماثلة من التأثيرات البيئية في الرحم وخارجه ينطبق على المستنسخ، وبالتالي فإن المستنسخ لا يطابق بالضرورة المستنسخ منه في شخصيته وأخلاقه وتصرفاته ونشاطاته، فقد يكون لكل منهما صفاته الخاصة".
ويجد العجلوني مؤلف كتاب (الاستنساخ بين العلم والأديان والمعتقدات) أن ما قام به العلماء من استنساخ للإنسان هو تطبيق للقوانين الإلهية، "ودليل موضوعي على القدرة الإلهية في الخلق، وهو وحده الخالق من العدم. حيث أن الاستنساخ ليس خلقاً أو إيجادا من العدم لأن الخلق على هذا النحو ينفرد به الله عز وجل".
الأب بسام شحاتيت، يقول "لا يوجد تناقضا بين العلم الصحيح والدين، وأن كلاهما نابع من مصدر واحد وهو الله، وإذا وجد تناقض فمصدر اثنان؛ إما سوء فهم الدين، أو سوء فهم العلم، عندما تم استنساخ النعجة دولي وأعلن عن إمكانية استنساخ الإنسان، سارع رجال الدين إلى تحريمه ووصفه رجس من عمل الشيطان، وذلك على الرغم من مفهومهم الخاطىء للموضوع، فعلينا التأني قبل التحليل والتحريم ودراسة مدى تأثير الدين والاجتماعي والنفسي على الإنسان اليوم،
تنقسم آراء العلماء من الاستنساخ إلى ثلاثة توجهات، الأولى مع الاستنساخ مهما كانت نتائجه لأن لها مصالح خاصة، الثانية ترفضه رفضا باتاً لأنه يعارض الدين والأخلاق، والثالثة تدعو إلى الدراسة والتريث قبل القبول أو الرفض.
الاستنساخ أطلق دون رجعة
الشيخ عز الدين الخطيب التميمي يقول: لا شك أن موضوع الاستنساخ كان حدثاً فريداً في تاريخ الإنسان وكان مفاجأة بشرية تاريخية في هذا العالم، وقد أخذ شوطاً كبيراً في الأوساط العلمية والشعبية والإعلامية والدينية، والناس أخذتهم بشأنه ألوان من التأييد والرضا والرفض والإنكار، والخوف على مستقبل الحياة والأحياء، وما زال موضع جدل وأخذ ورد بين آثاره السلبية وآثاره الإيجابية.
في حين يرى الأب شحاتيت أن موضوع الاستنساخ أطلق دون رجعة لذلك لابد من توجيه العلماء بما يتلاءم مع أصول الأديان.."أدركت المراجع الدينية والعلمية وحاولت فهم هذه الظاهرة وأيقنت أن الموقف السلبي والانعزال عما يحدث في العالم لا يفيد ولا يبعدنا عن النتائج التي سوف تؤثر على البشرية في كل أنحاء العالم، لذلك ندعو إلى الدخول في هذا الموضوع وتوجيهه نحو الدين".
وتبدي الديانتين الإسلامية والمسيحية العديد من التحفظات على الاستنساخ ومنها أنه "خطر على الأسرة الطبيعية، المتكونة من الأب والأم والأولاد عندها يصبح الجنس غاية إذا عزل عن الإنجاب، وتصبح اللذة بحب أو بغير حب غاية في نفسها، الخطر الثاني هو التركيز على الجانب البايولوجي في تحسين النسل وعلى الجمال والذكاء وإهمال البعد الروحي والثقافي والتربوي للإنسان، والخطر الثالث الحياة والموت والتلاعب بهما فالمشكلة أن يولد الطفل دون أب و أم، بالإضافة إلى الأجنة غير الناجحة، والتي يكون فيها حياة ويتم إتلافها".
ويتساءل الأب شحاتيت..هل الطفل المستنسخ يتمتع بكافة الحقوق القانونية التي يتمتع بها الطفل الشرعي، هل له الحق في الميراث! ويتابع..الاستنساخ يعتبر قنبلة موقوتة توازي في خطرها وإيجابياتها القنبلة الموقوتة ويمكن أن يستخدم للحرب كرجال للحرب أو فتيات للدعارة والتجارة.
ويعتقد الشيخ عز الدين التميمي أن أكثر الدراسات والآراء المتوفرة حول الاستنساخ لا زالت مثار جدل، "البحوث التي ظهرت في العالم بشأن الاستنساخ وحقائقه وطرائقه وأهدافه وغاياته وآثاره في حياة البشر والفتاوى الشرعية والآراء الدينية التي ظهرت حوله وعنه كلها مشوبة بالغموض والنقص وعدم الوضوح والكمال".
المسيحية تتفق مع الإسلام في كثير من النقاط المتعلقة بالاستنساخ، وخصوصا فيما يتعلق بكرامة الإنسان والأسرة وحق الطفل في الحياة وارتباط عملية الخلق والموت بالله وحده. وتتفق أغلب الطوائف الدينية على استنساخ الأعضاء البشرية خدمة للإنسان.
يشار إلى أن النعجة دولي أول كائن حي يتم استنساخه، وقد أثار لحظة كشف العلماء عن تفاصيل الاستنساخ، جدلا كبيرا، وقد "تم أخذ خلية بالغة متخصصة في إنتاج عضو معين من ضرع شاة ( فنلندية ) وتم اخذ خلية بويضة من شاه اسكتلندية ونزعت نواتها، ثم استُخدم شحنات كهربائية للعمل على التحام الخليتين ببعضهما ثم بدء الإخصاب والانقسام التضاعفي كما يحدث لخلية البويضة المخصبة، وبعد مرور ستة أيام تم زرع الجنين فى رحم شاه أخرى، وبعد ذلك ولدت الشاه دولي مطابقة للشاة الفنلندية صاحبة الخلية.
05 حزيران 2005
عمان نت - محمد شما
لا يزال الاستنساخ يأخذ جدلا واسعا بين العلماء ورجال الدين وأصحاب القرار في العالم. ففي الوقت الذي تحرم فيه الأديان الاستنساخ، يذهب الدين اليهودي إلى تحليله، ويتعدى الجدل داخل الأوساط الطبية حول مشروعية استنساخ الأعضاء البشرية إلى المؤسسات الدولية وصناع القرار.
هل فعلا بدأ العالم يطبق المثل العربي القائل "إذا سهم انطلق لا يمكن أن يعود إلى مكانه"، ضاربين العلماء كل الآراء الدينية الرافضة أو الداعية للنقاش حول الاستنساخ عرض الحائط.
لا تناقض بين الدين والعلم
يقول رئيس المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوارثة، الدكتور كامل العجلوني أن "لا تناقض بين المنجزات العلمية والنص القرآني، لأن الدين هو دعوة للتأمل ولا يحرّم قيام نظرية علمية تهدي إلى كشف سر من أسرار الحياة".
وحول مفهوم الاستنساخ، يشرح العجلوني "إن المستنسخ ليس نسخة مطابقة للمستنسخ منه حيث أن المادة الوراثية التي أصلها من النواة متطابقة بين المستنسخ والمستنسخ منه إلا أن المادة الوراثية التي أصلها من الهيولي تأتي من البويضة المفرغة من النواة، أي من البويضة الحاضنة. وما ينطبق على التوائم المتماثلة من التأثيرات البيئية في الرحم وخارجه ينطبق على المستنسخ، وبالتالي فإن المستنسخ لا يطابق بالضرورة المستنسخ منه في شخصيته وأخلاقه وتصرفاته ونشاطاته، فقد يكون لكل منهما صفاته الخاصة".
ويجد العجلوني مؤلف كتاب (الاستنساخ بين العلم والأديان والمعتقدات) أن ما قام به العلماء من استنساخ للإنسان هو تطبيق للقوانين الإلهية، "ودليل موضوعي على القدرة الإلهية في الخلق، وهو وحده الخالق من العدم. حيث أن الاستنساخ ليس خلقاً أو إيجادا من العدم لأن الخلق على هذا النحو ينفرد به الله عز وجل".
الأب بسام شحاتيت، يقول "لا يوجد تناقضا بين العلم الصحيح والدين، وأن كلاهما نابع من مصدر واحد وهو الله، وإذا وجد تناقض فمصدر اثنان؛ إما سوء فهم الدين، أو سوء فهم العلم، عندما تم استنساخ النعجة دولي وأعلن عن إمكانية استنساخ الإنسان، سارع رجال الدين إلى تحريمه ووصفه رجس من عمل الشيطان، وذلك على الرغم من مفهومهم الخاطىء للموضوع، فعلينا التأني قبل التحليل والتحريم ودراسة مدى تأثير الدين والاجتماعي والنفسي على الإنسان اليوم،
تنقسم آراء العلماء من الاستنساخ إلى ثلاثة توجهات، الأولى مع الاستنساخ مهما كانت نتائجه لأن لها مصالح خاصة، الثانية ترفضه رفضا باتاً لأنه يعارض الدين والأخلاق، والثالثة تدعو إلى الدراسة والتريث قبل القبول أو الرفض.
الاستنساخ أطلق دون رجعة
الشيخ عز الدين الخطيب التميمي يقول: لا شك أن موضوع الاستنساخ كان حدثاً فريداً في تاريخ الإنسان وكان مفاجأة بشرية تاريخية في هذا العالم، وقد أخذ شوطاً كبيراً في الأوساط العلمية والشعبية والإعلامية والدينية، والناس أخذتهم بشأنه ألوان من التأييد والرضا والرفض والإنكار، والخوف على مستقبل الحياة والأحياء، وما زال موضع جدل وأخذ ورد بين آثاره السلبية وآثاره الإيجابية.
في حين يرى الأب شحاتيت أن موضوع الاستنساخ أطلق دون رجعة لذلك لابد من توجيه العلماء بما يتلاءم مع أصول الأديان.."أدركت المراجع الدينية والعلمية وحاولت فهم هذه الظاهرة وأيقنت أن الموقف السلبي والانعزال عما يحدث في العالم لا يفيد ولا يبعدنا عن النتائج التي سوف تؤثر على البشرية في كل أنحاء العالم، لذلك ندعو إلى الدخول في هذا الموضوع وتوجيهه نحو الدين".
وتبدي الديانتين الإسلامية والمسيحية العديد من التحفظات على الاستنساخ ومنها أنه "خطر على الأسرة الطبيعية، المتكونة من الأب والأم والأولاد عندها يصبح الجنس غاية إذا عزل عن الإنجاب، وتصبح اللذة بحب أو بغير حب غاية في نفسها، الخطر الثاني هو التركيز على الجانب البايولوجي في تحسين النسل وعلى الجمال والذكاء وإهمال البعد الروحي والثقافي والتربوي للإنسان، والخطر الثالث الحياة والموت والتلاعب بهما فالمشكلة أن يولد الطفل دون أب و أم، بالإضافة إلى الأجنة غير الناجحة، والتي يكون فيها حياة ويتم إتلافها".
ويتساءل الأب شحاتيت..هل الطفل المستنسخ يتمتع بكافة الحقوق القانونية التي يتمتع بها الطفل الشرعي، هل له الحق في الميراث! ويتابع..الاستنساخ يعتبر قنبلة موقوتة توازي في خطرها وإيجابياتها القنبلة الموقوتة ويمكن أن يستخدم للحرب كرجال للحرب أو فتيات للدعارة والتجارة.
ويعتقد الشيخ عز الدين التميمي أن أكثر الدراسات والآراء المتوفرة حول الاستنساخ لا زالت مثار جدل، "البحوث التي ظهرت في العالم بشأن الاستنساخ وحقائقه وطرائقه وأهدافه وغاياته وآثاره في حياة البشر والفتاوى الشرعية والآراء الدينية التي ظهرت حوله وعنه كلها مشوبة بالغموض والنقص وعدم الوضوح والكمال".
المسيحية تتفق مع الإسلام في كثير من النقاط المتعلقة بالاستنساخ، وخصوصا فيما يتعلق بكرامة الإنسان والأسرة وحق الطفل في الحياة وارتباط عملية الخلق والموت بالله وحده. وتتفق أغلب الطوائف الدينية على استنساخ الأعضاء البشرية خدمة للإنسان.
يشار إلى أن النعجة دولي أول كائن حي يتم استنساخه، وقد أثار لحظة كشف العلماء عن تفاصيل الاستنساخ، جدلا كبيرا، وقد "تم أخذ خلية بالغة متخصصة في إنتاج عضو معين من ضرع شاة ( فنلندية ) وتم اخذ خلية بويضة من شاه اسكتلندية ونزعت نواتها، ثم استُخدم شحنات كهربائية للعمل على التحام الخليتين ببعضهما ثم بدء الإخصاب والانقسام التضاعفي كما يحدث لخلية البويضة المخصبة، وبعد مرور ستة أيام تم زرع الجنين فى رحم شاه أخرى، وبعد ذلك ولدت الشاه دولي مطابقة للشاة الفنلندية صاحبة الخلية.